Advertisement

أنا السبب في موتهم الجزء الثاني ” قصة حقيقية “

Advertisement

أنا السبب في موتهم الجزء الثاني

رفضت ذلك بدعوة أن إسم جدي قد يجر علي النحس واللعنة…كأنها تدري ما يحمله المستقبل لي، لكن في النهاية تراجعت عن رفضها بعد ان اقترحو وضع إسمين لي (إسم مركب) الأول يحمل إسم عائلة والدتي (حافظ) والإسم الثاني يحمل إسم عائلة أبي الذي اقترحه جدي (عبد الله) والذي كان سببا في النزاع.

بعد الحسم في الإسم غادرنا تلك الأرض الملعونة صوب إحدى المناطق في نواحي مدينة مراكش..أكملت طفولتي المشؤومة هناك ولا أحد يدري مايخفيه القدر لي..كنت طفلا مجتهدا في الدراسة ولأنني من طائفة أمازيغية كانو يضايقونني، يسخرون مني، يفتعلون المشاكل معي عمدا ويلصقون التهم لي داخل المدرسة وكنت أعاقب عليها مرارا وتكرارا من طرف الأساتذة والمدير، أعاقب على أشياء لم أفعلها ظلما، لم أبرر مواقفي للمدير تجاه ما نسب إلي من باطل..كنت أصمت فقط، أعاقب وأعود للبيت، أقول لابأس كأن شيئا لم يحدث.

في تلك الفترة كان من الصعب علي أن أجد صديقا لي، لكوني فتى خجولا كما أن الجميع ينفرون مني بسبب المشاكل التي تنسب إلي في المدرسة..يظنون أنني فتى مشاغب يفتعل المشاكل، خلال طفولتي لم يكن لي أصدقاء لكن الحظ إبتسم لي بعد أن وجدت صديقا يدعى “سعيد” يسكن بالقرب مني، إنه ميت الآن وأنا السبب في موته، كان صديقي الوحيد والأوحد في طفولتي.

كنا نذهب إلى إحدى الوديان في تلك المنطقة..نمضي وقتا ممتعا معا في السباحة والصيد وفي العودة كنت أجبره على الذهاب معي إلى مقبرة إكتشفتها هناك في نفس المنطقة..كان دوما يسألني عن السبب الذي يدفعني لزيارة المقبرة كل مرة..لم أجد جوابا له لذلك كنت أكتفي بالصمت وأدعي أنني أردت أن أريه بعض العصافير النادرة، لم يكن يعلم أن هذه المقبرة ستصير ملاده وبيته الأبدي.

في أحد الأيام وفي طريق العودة من الواد قام “سعيد” بقطف برتقالتين من شجر البرتقال المتواجد بجانب الطريق لنتسلى بهما..لم يكن يدري أن هذه البرتقالة ستنهي حياته هنا، جعلنا من هذه البرتقالة كرة قدم بعد أن بدى لنا الطريق خاليا من السيارات..كان يرمي البرتقالة بقدمه لي وأعيدها إليه مرارا وتكرارا..كنا نستمتع بالأمر ولم ننتبه للطريق إن كانت سيارة ما قادمة، تابعنا اللعب وسط الطريق كانت اللمسة الأخيرة مني، كان “سعيد” يركض خلف البرتقالة لإلتقاطها بقدمه ولم ينتبه خلفه..فجأة سمعت صوت سيارة صدمت شيئا ما..إستدرت رأيت صديقي “سعيد” ملقيا على الأرض وملطخا بالدماء، صدمت من هول المنظر، لزمت الصمت وجمدت في مكاني..إجتمع حشد من البشر وأغلبهم وضعو أيديهم فوق رؤوسهم..إنها إشارة تدل على أن ما حدث مصيبة، لم أستطع الإقتراب منه أكثر فهربت كالجبان إلى البيت لأنني كنت خائفا ولم أعتد على مثل هذه الأمور، لم أستطع إخبار أحد بما حدث، في البداية سمعت أحدهم يقول أن صديقي”سعيد” أصيب بكسور في قدميه وعلى مستوى الظهر ولكن بعد أن تم نقله إلى المستشفى دخل في غيبوبة وفي المساء لفظ أنفاسه وغادر صديقي الوحيد إلى السماء.

الجزء الثالث

Advertisement
شارك المقال لتعم الفائدة :