Advertisement

نبذة عن كتاب “ذاكرة الجسد تشفيك” ل ميريام بروس

Advertisement

كتاب ذاكرة الجسد تشفيك

توطئة

كيف تشفى جسديا ونفسيا وروحيا حسب تجربة ميريام بروس وهي معالجة نفسية تمتلك خبرة 30 سنة في مجال العلاج بذاكرة الجسد. وتقيم محاضرات وورشات عمل كثيرة في فرنسا وباقي أقطار العالم. رصدت لنا ميريام تجربتها من خلال كتابها “ذاكرة الجسد تشفيك وجسديا ونفسيا وروحيا وذلك بالتعاون مع الصحفية فاليري بيرونيه.

الاحتضار

تبتدأ ميريام كتابها بتوطئة عنونتها ب “كنت أحتضر…” تقول فيها “في صباح أحد الأيام، وعند استيقاظي من النوم، وجدت نفسي أسبح في دمي. وسرعان ما شخص الأطباء حالتي في المستشفى: سرطان في المبيض. فشقوا بطني واستأصلوا وأعادوا إقفال الجرح ثم قالوا إن حالتي ميؤوس منها، وتفشى المرض. لم يتبقى من عمري برأيهم سوى عام واحد كحد أقصى…”

الحكيم التيبتي

هنا تبدو ميريام على مشارف النهاية، وأن الموت مصيرها المحتم بات قريبا جدا منها. ولكن ليس بعد إذ تقول بعد ذلك في توطئتها هذه “… أتذكر جيدا وصول ذاك الرجل من التيبت في صباح أحد الأيام إلى غرفتي. رأيته هناك، واقفا أمام سريري،وظننت عند رؤيتي له أني انتقلت إلى العالم الآخر. وأخبرني أنه جاء بناءا على طلب إحدى صديقاتي وسألني: 》هل تريدين أن تعيشي وتشفي؟《. لم أعرف بما أجيب. جل ما أردته هو أن يتوقف الألم الشديد الذي أشعر به، ثم فكرت في ابنتي التي أريد أن أراها تكبر. وخطر لي أني أريد أن أفهم، أن أجد معنى لكل ما يجري معي؛ معنى لألمي ولحياتي … فقلت نعم في نهاية الأمر. نظر إلي الرجل بهدوء شديد وأجابني:》حسنا سأساعدك لكن بثلاثة شروط. الأول، أن تحاولي العودة إلى الحياة بعد أن تجدي لها معنى. الثاني، أن تفعلي كل ما أطلبه منك. الثالث والأخير أن تنشري ما تعلمته بعد أن يتحسن حالك. وهكذا بدأت الرحلة…”

المواجهة

قررت ميريام مواجهة الموت، وأن تتحدى مرضها من أجل أن تعيش، وبدأت رحلتها مع معلمها التيبتي الذي كان يأتي كل يوم لرؤيتها ويسألها: هل تريدين أن تعيشي اليوم《 فتارة ترد بالنفي عندما يشتد الألم بها ومعظم الوقت تقول نعم. وهكذا بدأ في تعليمها كيفية مواجهة الألم وعدم الهرب منه إلى عالم المورفين، والاستماع إليه لتسمع ما لديه ليقوله. تعلمت من معلمها كيف تتبع ألمها لا أن تتركه حتى تجد له معنى. وهكذا خففت ميريام من المهدئات التي كانت تتناولها لتنسى ألمها حتى لا تفقد الإحساس بما يحصل في جسدها. وأخيرا تقبلت ان تشعر بالألم… علمها معلمها ان تتساءل عن الأسباب التي جعلتها تصل إلى مشارف الموت لما وكيف وصلت إلى هنا.

نبش الذاكرة

هكذا تبدأ ميريام في تذكر بعض التفاصيل في حياتها الماضية التي غابت عنها .. خاصة العذابات التي خزنتها منذ وقت طويل والتي اعتبرتها أنها السبب في جعل جسمها يتصلب إلى الحد الذي منعته تقريبا من العيش.
وفي استحضار ميريام لتفاصيل حياتها تذكرت بدايتها بنظرة جديدة لذاك الماضي الذي طبعته القسوة في سبيل التصالح مع ذاتها.. فبداية من أيام رضاعتها إلى غرفة الاستقبال الباردة مع جدة قاسية، وعمة لا تكن سوى الحقد والضغينة للفتيات الصغيرات.. وتساؤلات ميريام وهي يتيمة الأم والأب عن ذنبها الذي اقترفته حتى لا يهتم بها الأخرين ولتنال هذه المعاملة القاسية. تستحضر ميريام طعم المرارة واليأس اللذان ساوراها عندما اصطحبوها إلى الدير وهي ابنة السابعة وعن رفضها طلب أن تصبح راهبة.. ومن هنا إلى قصة حبها التي انتهت قبل أن تعيشها، وانتهاء امر خطيبها تحت انقاض طائرة وهي في السنة الثانية من جامعتها… حيث ظنت أن موت حبيبها أتى كعقاب لها من الرب كونها رفضت أن تكون راهبة.. فقررت الانضمام الى الراهبات الكرمليات حيث قضت خمس سنوات مريرة عاشتها وهي تعاني حرمان جسدها من أي لذة تذكر.. فتركت الرهبنة..
وتستحضر لنا ميريام عودتها الى الحياة بعد حياة الرهبنة.. فمن عملها في المستشفى لتعتني بأجسام الآخرين، إلى مساعدة طبيب، فرئيسة شركة، فامرأة عاشقة تخلى عنها حبيبها قبل أسابيع فقط من ذاك الصباح الذي استيقظت فيه غارقة في دمها وهي تحتضر.

الرؤية، التقبل، التعطيل والتغيير

وهكذا تنتهي ميريام إلى جملتها الرائعة في كتابها “ذاكرة الجسد تشفيك” إذ تقول فيها:
“إن المحرك في العمل على ذاكرة الجسد هو القدرة على رؤية الذات ككائن. إن معرفة كافة العناصر التي وضعتها لا يفيد أبدا إذا ما كنا عاجزين عن ربطها ببعضها البعض لنكتشف معناه وعن النظر إلى حياتنا وتاريخنا نظرة مختلفة. كان علي أن أسير “درب الوعي” هذا وأنا حية، درب رافقني عليه معلمي وأنا أغادر المستشفى لأكمل تحولي. وهكذا تعلمت تدريجيا كيف يمكننا أن نستعيد وجودنا وحياتنا لنبني فيها حريتنا، عبر السير على درب ذكرياتنا الخاصة. وهذه المسيرة تتم على أربع مراحل: الرؤية، التقبل، التعطيل والتغيير…”

بيت القصيد “السلام الذي نستحقه”

وفي ظهر الكتاب اختارت ميريام أن تكتب لنا من بين ما جاد به الكتاب من رسائل عظيمة هذه الكلمات : ” آلامنا جسدية ونفسية وكل ألم مرتبط بذكرى من ذكريات الجسد: ذكرى ما حصل ونحن أجنة في أرحام أمهاتنا،وعند الولادة وفي الطفولة… الذكريات الصعبة قد تتحول إلى مرض نفسي أو جسدي…”
أتريد أن تشفى منه؟
انبش ذكرياتك العميقة التي نسيتها ذاكرة فكرك.
لا تهرب من الألم، واجهه، لاحقه، حتى يفلتك ويتركك بسلام، السلام الذي نستحقه…”

مرجع

كتاب “ذاكرة الجسد تشفيك” ل ميريام بروس بالتعاون مع فاليري بيرونيه

Advertisement
شارك المقال لتعم الفائدة :