ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻼﻙ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻪ ﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ تابع القصة.
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺴﻌﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺭﺣﺒﺖ ، ﻻ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ، ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺃﺩﺕ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺎﻭﻱ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺟﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ . ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺼﺪﻕ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻠﺔ ﻗﺼﺘﻨﺎ ، ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺩﻳﻨﻬﻲ ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻴﺴﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﻬﺎ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ . ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻳﻀﺖ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺰﺟﺎﺟﺔ ﺧﻤﺮ ﻭﺑﻀﻌﺔ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﻮﻕ ﺃﺑﻴﺾ ﻟﻌﻴﻦ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺒﻀﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺳﺤﺒﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺛﻢ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎ ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ : ” ﺇﻳﺎﻙِ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺃﺑﺪﺍ ” . ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﻔﺢ ﻛﻴﻠﻬﺎ ، ﻋﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﺍﺳﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﻐﺐ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺃﺧﺒﺮﻭﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺷﺎﻫﺪﻭﻫﺎ ﺗﺤﺘﺴﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ، ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ ﻗﻠﻦ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ، ﻭﺍﻷﺩﻫﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﻠﺒﺴﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮ .
ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﻃﺮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻻ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ، ﺑﻞ ﺗﻤﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﻏﻴّﻬﺎ ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻥ ﺣﺮﺓ ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻚ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺀ . ﺃﺳﻤﻪ ﺟﻮﻥ ﺗﺮﻳﻨﻮﺭ ، ﻳﻜﺒﺮﻫﺎ ﺑﺴﺖ ﺃﻋﻮﺍﻡ ، ﺗﻘﺎﺑﻼ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﻋﺎﺷﻘﻴﻦ .
ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻴﻴﻦ ﻭﻣﺘﻬﻮﺭﻳﻦ ﻭﻣﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻛﻴﻦ ﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺘﺠﺎﺭﺑﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺒﺪﻝ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴﻼ ﻟﻠﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻱ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻊ ﺟﻮﻥ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺑﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺎ ، ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﺤﺢ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻣﺎ ﻭﺳﻴﺪﺓ ﺭﺍﺷﺪﺓ ، ﻻ ﺑﻞ ﺯﺍﺩﺕ ﺗﻬﻮﺭﺍ ﻭﺧﺒﺎﻻ .
ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺪﻣﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ، ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺒﻴﻌﺎﻧﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻹﻣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ . ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻭﻻﺩﺓ ﺃﺑﻨﺘﻬﻤﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺟﺪ ﺟﻮﻥ ﻋﻤﻼ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﻐﻤﺴﺖ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺎﻣﺔ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﺃﺑﻨﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻃﻔﺎﻝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺳﻜﺮ ﻭﻋﺮﺑﺪﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ، ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺰﺭﻋﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ، ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻗﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ ! .. ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﺑﻄﺮﺩﻫﺎ .
ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺑﻐﻴﺎﺑﻬﺎ ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﻟﻬﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻭﺑﺪﺃ ﺟﻮﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺷﺎﺋﻌﺎﺕ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺷﺎﻫﺪﻭﻫﺎ ﻣﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﻳﺾ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﺇﺫ ﻋﺎﺩﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺑﺼﺤﺒﺘﻬﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﺷﺎﺑﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺸﻴﻘﺘﻬﺎ ، ﻓﺠﻦ ﺟﻨﻮﻥ ﺟﻮﻥ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﻟﺮﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ .
ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ ، ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻏﻀﺒﺎ ﻷﺑﺴﻂ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺘﻀﺮﺏ ﻭﺗﺸﺘﻢ ﺑﺒﺬﺍﺀﺓ ، ﻭﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﺳﻴﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻠﻘﻪ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ . ﻣﺸﺎﺣﻨﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻮﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻀﺮﺏ ، ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺑﺪﺀﻭﺍ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻛﺪﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺟﻮﻥ ، ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺮﺣﻪ ﺿﺮﺑﺎ ﺑﻌﺼﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻛﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ . ﻋﻨﻒ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻥ ، ﺑﻞ ﺃﻣﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ، ﺇﺫ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺠﺮﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ، ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺍﻷﻟﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺆﺷﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﻄﻴﺮ .
ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺟﻮﻥ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ، ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺒﻪ ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎﺭ ، ﺍﺳﺘﻠﺖ ﺳﻜﻴﻨﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﺰﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺛﻢ ﺟﻠﺴﺖ ﺗﺤﺘﺴﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻟﺒﻨﺎﺗﻬﺎ ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻛﻔﻴﻼ ﺑﺈﺳﻜﺎﺕ ﺟﻮﻥ ﻭﺑﺚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺟﻨﻮﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻗﺪ ﻓﺎﻕ ﻛﻞ ﺣﺪ ، ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻔﺬ ﺑﺠﻠﺪﻩ ، ﻭﻣﻊ ﻋﺘﻤﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺿﻊ ﻃﻔﻠﺘﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﺑﺪﺍ .
ﺟﻮﻥ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﺎﻡ 2013 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﻨﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ .
ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﺑﻮﻟﻨﺪﻳﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﻟﻮﻛﺎﺱ ﺳﻼﺑﻮﺳﺸﻜﻲ ، 31 ﻋﺎﻣﺎ ، ﺍﺳﺘﺪﺭﺟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺘﻬﺎ ﻭﻃﻌﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ﻏﺮﺍﻱ ﺳﺘﺮﺗﺞ ﻭﺃﻟﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻗﻤﺎﻣﺔ .
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺪﻋﻰ ﺟﻮﻥ ﺟﺎﺑﻤﺎﻥ ، 56 ﻋﺎﻣﺎ ، ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭﻫﺎ ، ﻧﺤﺮﺗﻪ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺃﺟﻬﺰﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺻﺪﺭﻩ
ﺛﺎﻟﺚ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻛﻴﻔﻦ ﻟﻲ ، 48 ﻋﺎﻣﺎ ، ﺍﺳﺘﺪﺭﺟﺘﻪ ﺑﻮﻋﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻌﻪ ﺛﻢ ﻧﺤﺮﺗﻪ ﺑﺴﻜﻴﻨﻬﺎ . ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ ﻛﻴﻔﻦ ﻓﻲ ﺟﺪﻭﻝ ﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻓﺴﺘﺎﻧﺎ ﻧﺴﺎﺋﻴﺎ ﻭﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ، ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﻳﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ .
ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺑﺄﻥ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ، ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻴﺮﻳﻔﻮﺭﺩ ، ﻫﺎﺟﻤﺖ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﻛﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ، ﻫﺎﺟﻤﺘﻪ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ، ﻃﻌﻨﺘﻪ ﺑﺴﻜﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺛﻢ ﺑﺼﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻤﻀﻲ ﺳﻮﻯ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ ﻫﺎﺟﻤﺖ ﺭﺟﻼ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﻛﻠﺒﻪ ، ﻃﻌﻨﺘﻪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻳﻨﺰﻑ ﻭﺭﺣﻠﺖ ، ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻛﻼ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻧﺠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻟﻢ ﺗﺒﺪﻱ ﺃﻱ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﺎ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺗﻤﺰﺡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ، ﻭﺑﺪﺕ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﺔ ﺟﺪﺍ ﺑﺒﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍﺕ ﻭﺿﺠﻴﺞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ .
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺤﺼﻮﺍ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ، ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺷﺬﻭﺫ ﺳﺎﺩﻱ ﻣﺎﺯﻭﺧﻲ ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .
ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻭﺭﺍﺀ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﺎ ﻇﻞ ﻏﺎﻣﻀﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﻃﺒﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ : ” ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻗﺘﻠﺖ ﻷﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻲ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ، ﺛﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺍﻗﻨﻲ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻣﻤﺘﻌﺎ ، ﻓﻘﺘﻠﺖ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ” .
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2014 ﺗﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺩﻳﻨﻬﻲ ، 31 ﻋﺎﻣﺎ ، ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﻔﻮ