حكم حرق الأشياء بعد موتها

ما هو حكم حرق الأشياء بعد موتها؟

الحيوانات الميتة (جيفة)

أن التخلص من الحيوانات الميتة أو ما يسمى بالجيفة أحد أكثر المشاكل شيوعا التي تواجه البشر، حيث أن الحيوانات سخرها الله لأنسان على أساس أنها أنغام وتسمى بالثروة الحيوانية، لكن بعد موتها تصبح نقمة على البشر.
حيث تعتبر من أهم المبقات والمشاكل التي تواجه البشر، وتترك صاحبها في حيرة من أمره في مسألة  التخلص منها إلا أن التخلص منها يكون بعدة طرق، وكل طريقة بالتأكيد لها مميزاتها وعيوبها.

كيفية التخلص من الحيوانات الميتة

أن افضل طريقة لتخلص من الحيوانات ميتة هي دفنها بعيدا عن أنظار الساكنة حتى لا تؤذي أحدًا، لكن هذا الأمر ليس سهلا لكي يقوم به أحد، لكن يلزمه الكثير من الوقت في التفكير. كما يجب الانتباه جيدًا إلى الوقت المناسب لاستخدام كل طريقة لتخلص من الحيوانات ميتة.

حكم حرق الحيوانات بعد موتها

أن  التخلص من ميتة الحيوانات (جيفة) بحرقها، لم يرد فيه نص شرعي في القرأن وسنة، لكن مسألة التخلص منها عبر حرقها هو مسألة متعلقة بالمصلحة والحاجة.حيث انه لا يجوز لمن مات عنده شيء من الحيوانات او الأنغام  أن يلقيها عند منازل الناس؛  ولكن ينبغي له أن يحملها ويلقيها في البرية، أو يلقيها في أماكن تجميع القمامة‏. لكن بشرط أن تكون بعيدة عن الساكنة لما في ذلك من الأذى.

حيث أكد أهل الخبرة إن الحاجة أو المصلحة تدعو لحرقها، فلا بأس في القيام به لكن يجب أخد الاحتياطات اللازمة، حيث غالبا ما نشاهد في التلفاز او نقرأ في الصحف والمجالات عن أن البوادي والبلدان  عندما تنتشر بعض الأمراض يقومون بحرق الميتة وحتى لا تعدي السليمة، وهذه مصلحة راجحة بلا شك، أو يكون في دفن الميتة مشقة، وهي منفية شرعًا.

كما يجب مراعاة المصلحة العامة، وتحصل المصلحة الراجحة باحتمال المفسدة المرجوحة، وكل هذا من قواعد الإسلام الكبار، وفي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اِحْرَصْ عَلَى مَا يَنْفَعْكَ”.

ومن تأمل كيف أن الشرع أباح في مواضع كثيرة ما تقتضيه المصلحة وإن كان محرمًا علم هذا! حيث أباح رمي العدو بالمنجنيق في الجهاد، لكن اذا نتج عن ذلك إلى قتل النساء والصبيان، ولا شك أن تعمد ذلك يحرم، والنبي صلى الله عليه وسلم لما نزل على حصون بني النضير، حين نقضوا العهد يوم أحد، أمر بقطع نخيلهم وإحراقها، قال تعالى: { مَا قَطَّعْتُم مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ } [الحشر: 5]،

لذلك فيجوز حرق ميتة من الأنعام والحيوانات إن دعت الحاجة أو المصلحة العامة، فإن لم تكن حاجة ولا مصلحة فيجب على المسلم دفنها في الأرض.

والله أعلم.